الحرب العالمية الأولى وآثارها على تشكيل في الشرق الاوسط
البيت العربي يشارك في هذا المؤتمر الذي تنظمه مدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية بلندن
11 ديسمبر 2014
LONDRES
شاركت مؤسسة البيت العربي في 6 و 7من شهر ديسمبر الماضي في المؤتمر الاول لمكتبة جينكو، الذي خصص للحرب العالمية الأولى وآثارها في تشكيل الشرق الاوسط، وقد أقيم هذا المؤتمر في معهد الدراسات الشرقية والإفريقية في لندن.
وحسب ما صرحت به مديرة مكتبة جينكو، السيدة باربارا هاوس شويبك فإن المكتبة فكرت في نشر وترجمة مجموعة من الحوارات بين الشرق والغرب تعالج عشرة محاور متنوعة تناقش من خلالها مواضيع مختلفة كالتاريخ والفن والأدب إضافة إلى الشؤون الحالية بالمنطقة.
هذا المشروع أصبح عادة تراثية تهدف إلى تكريم مارك لينز، المحرر المشهور والمترجم المحنك للأدب العربي، الذي كان يشرف على منشورات الجامعة الامريكية بالقاهرة على مدار ثمانية عشرعام ، حيث لعب دورا رياديا في ترويج وتوزيع النسخة الإنجليزية لرواية نجيب محفوظ التي نالت جائزة نوبل .
كما أوضحت باربارا هاوس أنها اختارت أوراق الجنكو الثنائية الفلقة كرمز للتعبير عن التناقضات وعن اتحاد الماضي بالحاضر عن طريق الاتحاد بين الشيخوخة والشباب، بين التناقضات البشرية والالهية، بين الرجل والمرأة، بين الشرق والغرب، وهي نفس الاوراق التي استخدمها فون غوته في قصيدة غنائية أهداها للصداقة.
وفي المداخلة الأولى للمؤتمر ربط الفيلسوف أنطوني غرايلنغ، الرئيس الحالي للمدرسة الحديثة للعلوم الإنسانية بين الحرب العالمية الاولى وآثارها على الوضع الحالي في الشرق الاوسط وركز على التحالفات التي قامت بها كل من المملكة المتحدة وفرنسا مع الأقليات والتي تعززت بعدها الروح الطائفية التي أصبحت تنخر المنطقة حاليا.
وقال انه ليس من قبيل المصادفة أن تقوم المنظمة التي تلقب نفسها بالجيش الاسلامي (داعش) بكتابة تعليق على تويتر تعرب من خلاله عن تفكيرها في حل معاهدة سايس بيكو (المعاهدة التي تم التوقيع عليها سنة 1916)
و أكدت فواز أنّ الحرب العالمية الأولى قد عززت الهويات الوطنية في الغرب في الاراضي القديمة التي كانت تحت سيطرة الدولة العثمانية غير أنها أدت إلى تشتيت المجتمعات بشكل غير مسبوق، واختتم السيد حسن حاكيميان مدير المعهد البريطاني بالشرق الاوسط حديثه قائلا بأننا لم نتوصل بعد إلى فهم الماضي وأضاف بأنّ فهمنا للماضي في تطور مستمر.
بعد ذلك، ناقش المحاضرون مواضيع مختلفة حللوا من خلالها بالتفصيل جملة من المراحل التاريخية الحاسمة وأبعاد الحرب العالمية الاولى ونذكر على سبيل المثال اتفاقية الخط الاحمر ( 1914ـ 1923) التي قامت على أساسها أهم الشركات البترولية بالتوزع في مختلف أنحاء الشرق الاوسط، واعتداءات روسيا والمملكة المتحدة على إيران وانعكاسات كل ذلك على الدولة والمجتمع والبترول الايراني والأقليات تحت الوصاية الفرنسية ـ البريطانية، وبلورة الهويات الدينية.
وفي المساء قدم الكاتب المصري علاء الأسواني كتاب " الديمقراطية هي الحل" والذي يضم مجموعة من المقالات التي ستنشر بالاسبانية هذا العام.
أما اليوم الثاني للمؤتمر فقد تم التطرق من خلاله إلى تشكيل الهوية الوطنية مع الأخذ بعين الاعتبار الكثير من الأبعاد كسيطرة برقة بليبيا، الابداعات الأدبية في إيران وتركيا، أو دور المثقفين العرب كطه حسين أو ميشال أفلاق أما الجلسة الاختتامية فقد كانت عبارة عن نقاش بين المختصين حول الآثار الحالية لأكبر وأول حرب تشهدها منطقة الشرق الاوسط خلال القرن العشرين.
وفي المحاضرة الافتتاحية لمكتبة جينكو تمّ الاعلان على أنّ سنة 2015 ستخصص لإيران كما تمت دعوتها إلى العدالة وتمكين الشعوب من بناء مواطنة متينة قائمة على أساس تكافؤ الفرص مما يسمح بتجنب القنابل والبترول. ودعت أيضا إلى إعادة الاعتبار لقيم الاختلاف وما لها من إسهامات في إثراء المجتمعات والحاجة إلى تأكيد العمل الجماعي من خلال التأكيد على الكرامة الانسانية وإدماج المهمشين. كما أشارت ليلى فواز بأن استراتيجية القوة الناعمة تعتبر طريقة للخروج من الاستقطاب، من خلال الترويج للانسانية المشتركة التي تجمع الشعوب.