إسبانيا والدول العربية تعزز روابطها الاقتصادية
الحكومة والسفراء ورجال الأعمال يناقشون مستقبل المنطقة. مدير البيت العربي إدواردو لوبيز بوسكيتس يشارك في هذا الحدث.
22 اكتوبر 2014
MADRID
بلغ حجم التجارة بين إسبانيا والدول العربية قيمة 40،000 مليون يورو سنويا، بغض النظر عن الخدمات "التي تمثل مستويات كبيرة من الاستثمارات." هذا ما أوضحه سفير جمهورية الجزائر الديمقراطية محمد هنيش ووفد من جامعة الدول العربية في الدورة الأولى للمنتدى الاقتصادي والأعمال بين إسبانيا والبلدان العربية الذي نظمته شركة دي إتش إل وCinco Días. هذا الحدث جمع أمس في مدريد بين ستة عشرة سفيرًا وثلاثة وزراء خارجية من حكومة إسبانيا ومجموعة من كبار رجال الأعمال من مختلف القطاعات العاملة في هذه المنطقة.
أراد السفير الجزائري لفت الانتباه إلى وجود عدد كبير من الشركات الإسبانية الصغيرة والمتوسطة في العالم العربي وكذلك الشركات الكبيرة. وقال " نسيج الأعمال الإسباني سيزيد في الخارج في المغرب العربي والخليج العربي في جميع القطاعات ابتداء من الخدمات في قطاع الجيش إلى تلك المخصصة لمعالجة المياه، مرورا بالمتخصصة في نقل التكنولوجيا.
وأوضح هنيش أن عشرة من كل اثني عشر مناقصة لمحطات تحلية المياه في الجزائر خلال السنوات الثماني الماضية قد تحصلت عليها شركات إسبانية وقد بلغت قيمتها 2000 مليون يورو. وقال "الآن إسبانيا تقريبا قد وصلت إلى مستوى الدول التي تعتبر تقليديا كدول من المستوى الأول مثل ألمانيا والولايات المتحدة".
وشدد عميد الجامعة العربية على أن الدول التي يمثلها تقوم باستثمارات في إسبانيا، لكنها بحاجة إلى المزيد من الاستثمارات الإسبانية في المنطقة "لتحقيق التوازن في العلاقات بين الجميع". وأضاف أن إطار العمل الذي تم إنشاؤه بين إسبانيا والدول العربية "سوف يغذي نفسه بنفسه قريبا، وذلك بمساعدة السفراء ورجال وسيدات الأعمال."
نمو الأعمال التجارية
أكد وزير الدولة للتجارة، خايمي غارسيا ليقاث، على الأهمية التي اكتسبتها العلاقات التجارية في السنوات الأخيرة بين إسبانيا والدول العربية. "لقد نتج عن هذا، تحول غير مسبوق في التجارة بنمو في المبادلات بين 80 و 90٪ سنويا، ووصل حتى إلى نسبة 150٪ في بعض البلدان".
في هذا المنتدى لم تغب الإشارة إلى قطاع البناء وصيانة البنية التحتية، الشركات الإسبانية في هذا القطاع لديها سنوات منذ بدأت نشاطها في الخارج،. "المطارات والسكك الحديدية والموانئ التي تم بناؤها في إسبانيا في العقود الأخيرة هي مرآة من خلاله ترى بلدان أخرى عمل شركاتنا.
"أصبحت بلادنا مرجعية دولية بفضل الاستشارات والهندسة والبناء "، هذا ما قاله وزير الدولة لشؤون البنية التحتية المعين حديثا في الكلمة التي ألقاها.
الرئيس السابق لـ RENFE - الشركة الوطنية للسكك الحديدية- أراد أن يذّكر بأن ستة من 15 شركة رئيسية في العالم المتواجدة دوليا في هذا القطاع هي إسبانية. وقال " عملها على مدى هذه السنوات فتح لها المجال لإمكانية الفوز بعقود في أجزاء أخرى من العالم. وهكذا، فإن عددا كبيرا منها اليوم يتأتى حوالي 50٪ من دخلها من الخارج. "
وكمثال على جهد التدويل، غوميز بومار ذكر القطار السريع بين مدينتي المدينة المنورة ومكة المكرمة في المملكة العربية السعودية. هذا العمل، والذي سيتم فيه عبور الصحراء في شبه الجزيرة العربية، سيسمح بنقل 160،000 حاجّا يوميا بين مكانين ذا أهمية دينية عظيمة في العالم الإسلامي. بناء وتشغيل وصيانة هذا المشروع الهندسي العملاق لمدة 12 عاما سيكون في يد كونسورتيوم إسباني- سعودي تشارك فيه 12 شركة إسبانية.
تنويع الاستثمارات
وزيرالدولة للشؤون الخارجية، غونزالو دي بينيتو، أكد على أن مبادرات مثل هذه، مع حضور ثلاثة من وزراء دولة في هذا اللقاء، يؤكد على أهمية الدول العربية بالنسبة لإسبانيا. وذكّر دي بينيتو أن العلاقات بين إسبانيا والدول العربية تعود إلى سنوات عديدة عبر التاريخ وتغطي جميع التخصصات والمصالح. كما توجه بالشكر إلى دعم هذه الدول لإسبانيا في عملية دخولها في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وقال بينيتو "نحن نواجه فرصة كبيرة للعمل على تحسين التنمية في جميع البلدان في مجالات مثل الطاقة المتجددة وتحلية المياه." ممثل وزارة الخارجية اعتمد في قوله على الـ 9،000 مليون يورو قيمة التجارة مع المغرب في عام 2013 أو 15،500 مليون ناتج الغاز الجزائري في إسبانيا خلال العام نفسه. وأشار إلى أن الاستثمارات متنوعة وتشمل الطاقة المتجددة والعقارات.
كما صرح بنيتو أن الحكومة ستقدم في المستقبل القريب في مجلس النواب استراتيجيتها في السياسة الخارجية والتي تم الاتفاق عليها مع ممثلي المعارضة. وأضاف "أنها انعكاس لأهمية العالم العربي بالنسبة إلى إسبانيا".
معظم المشاركين حضروا مأدبة غداء أقيمت في جو مريح، من أجل زيادة تعزيز الروابط الاقتصادية بين إسبانيا والدول العربية الممثلة في هذا الحدث.
حضر هذا الحدث، إلى جانب الممثل الديبلوماسي الجزائري في اسبانيا، سفير فلسطين، الإمارات العربية المتحدة، المملكة العربية السعودية، تونس، لبنان، الأردن، قطر، مصر، السودان، موريتانيا، ممثلين دبلوماسيين للكويت والعراق وعمان والمغرب واليمن وليبيا وجامعة الدول العربية.
أما بالنسبة للشركات والبنوك والاستشاريين الإسبانيين، فقد سجلت مجموعة كبيرة من الممثلين حضورها في هذا الحدث، من بينها، لجنة الاتصالات الفدرالية أكواليا، ريونيداس للتقنية، فيروفيال، جاميسا، الغاز الطبيعي، OHL، ايبردرولا وريبسول وأماديوس وأكسيونا . وبالإضافة إلى ذلك، حضر المديرون التنفيذيون لـ CaixaBank، منتدى العلامات التجارية الرائدة في إسبانيا، وإندرا
ونيكزس. كما تسلط الضوء على حضور ممثلين عن Extrexport للأطعمة، التي عندها وجود في دول الخليج وحكومتي إكستريمادورا والباسك. ، كما حضر هذا الحدث المدير التنفيذي للبيت العربي، إدواردو لوبيز بوسكيتس.
التزام دي إتش إل "بتمهيد الطريق" للشركات الصغيرة والمتوسطة في الخارج
الرئيس التنفيذي لشركة دي إتش إل إكسبرس ايبيريا، ميغيل بوراس، كان واضحا عنده أن احد أهداف شركة البريد والخدمات اللوجستية هو دعم الشركات الإسبانية في التزامها في الاستعانة بمصادر خارجية. هذا ما عبر عنه خلال كلمته في المنتدى. أكد أنه "من المهم بالنسبة لنا مواصلة تمهيد الطريق لخروج الشركات الإسبانية للخارج ". وللقيام بذلك، دي إتش إل توفر خبرتها الطويلة وتواجدها في المنطقة لخدمة الجميع ، تواجد عمره 38 عاما وتضم حوالي 19،000 زبونا، وفقا لما ذكر المدير بوراس في خطابه، الذي جاء فيه أن دي إتش إل تعمل على التأهل الميسر لعملية التدويل، وأشار إلى أن الشركات لم تكن وحدها في جهودها الرامية للتوسع في الأسواق الأخرى. "في خطواتها الأولى إلى التصدير، رافقت دي إتش إل مبادرات الشركات، وسهلت العمليات وقدمت المشورة بشأن المسائل الجمركية ونقل البضائع". ومن بين الأمثلة الناجحة الصغيرة والمتوسطة للشركات المتواجدة في الدول العربية، بوراس أراد تسليط الضوء على ثلاثة أمثلة: شركة Dulcesol للمواد الغذائية في الجزائر، أقمشة شركة Royos في المغرب والتعاوني ULMA في المملكة العربية السعودية.
اضاف الدبلوماسي الى أن المستقبل يبدو مفعما بالأمل حول العلاقات الاقتصادية بين إسبانيا والدول العربية، وأنهم جميعا يدعمون اصدارات جديدة لهذا المنتدى.