البيت العربي يعزز الحوار الفني بين اسبانيا والمغرب
بندوة "فضاءات للإبداع:الفن التشكيلي"
9 ديسمبر 2014
RABAT (MARRUECOS)
في 25 نوفبر/ تشرين الثاني الماضي، عقدت في الرباط الندوة "فضاءات للإبداع : الفن التشكيلي" بتنظيم مشترك من قبل البيت العربي، وجمعية دائرة الصداقة المغربية الإسبانية، وبالتعاون مع سفارة اسبانيا في الرباط، ومعهد الدراسات الإسبانية البرتغالية، والثراث الأندلسي، ومعهد سرفانتس في نفس المدينة.
افتتحت الندوة من طرف وزير الثقافة المغربي، السيد محمد الأمين الصبيحي، الذي تطرق للتشابه الثقافي بين اسبانيا والمغرب وتاريخهما المشترك عبر ذكر مؤسسات ذات مكانة مرموقة مثل مدرسة الفنون الجميلة في تطوان أو المتحف الجديد للفن الحديث والمعاصر. كلمة عزيزة بناني، رئيسة دائرة الصداقة المغربية - الإسبانية، فأشادت بأهمية الندوة وشددت على الدور المتميز الذي يمكن أن يقوم به الفن كطليعة للحوار والسلام وبناء الهويات المشتركة. ومن جانبه إدواردو لوبيز بوسكيتس، بعد مشاطرته رأي السيدة بناني، ذكر النشاط المكثف والبرامج الثقافية الذي يقوم بها البيت العربي في هذا المجال لتعزيز العلاقات الثنائية في المجال الثقافي أيضا. أما الكلمة التي ألقاها سفير إسبانيا في المغرب، خوسيه دي كارفاخال ساليدو، حثت على أهمية استكشاف المجتمع المدني، في كلا البلدين، فضاءات جديدة وملتقيات مشتركة كندوة " فضاءات للإبداع:الفن التشكيلي"، ومن جانبه، خافيير غالفان، مدير معهد سرفانتس في الرباط، أعرب عن فخره الشديد بأن تحتضن قاعات مؤسسته هذه الندوة مذكرا أن معهد سرفانتس سيبقى دائما مكانا مفتوحا وتحت أمرالمبادرات التبادلية مثل التي نحتضن الآن.
تمحورت الندوة حول ثلاث موائد مستديرة، (تصورات الفن المعاصر / نظرات في الفن المعاصر / فضاءات الحوار)، حللت القضايا المتعلقة بعالم الفن الحالي وعناصره الفعالة، وذلك بتسليط الضوء على الاهتمامات والتخوفات المشتركة بين الفنانين الإسبان والمغاربة. من بين القضايا التي نوقشت، نجد دور المتاحف في المجتمعات المعاصرة وعلاقتهم مع كل من الجمهور وأعمال المبدعين، تساؤلات حول الرؤى المعاصرة ولحظات التمزق التي تحدث في كلا البلدين،. مفاهيم رؤيا الذكر والأنثى، ورأي الجنسين، المفهوم النمطي وعلاقته بالممارسة الفنية واستقباله من قبل الجمهور؛ نماذج تبادلية وحوار فني ودراسة حالة الجمعيةMed-Occ ذات الخبرة التي تزيد عن 15 عاما في هذا الاتجاه؛ أهمية تعليم الفن والثقافة في المجتمع الاسباني والمغربي اللذان يتقاسمان تشخيص اهتمام الجهات العامة والخاصة، بهذ المجال، بالقدر الكافي.
هذا وقد شارك في الحوارالعديد من المهتمين تنوعت اختصاصاتهم: فريد زاهي (ناقدة)، سانتياغو غارسيا أولمو غارسيا (ناقد فني ومندوب معارض)، رشيد ابن لباح (باحث)، نوريا مدينة (منسقة الثقافة في البيت العربي)، بوشته الحياني (فنان)، مارينا رودريغيز فارغاس (فنانة)، صفاء إرووّاس (فنانة)، مغيل ثريثيدى سانشز(ناقد نظري وفني)، فتيحة ابن لباح (مديرة معهد الدراسات الإسبانية البرتغالية والكاتبة العامة للجمعية)، دييغو فرنانديز دي مويا (فنان ومندوب معارض)، زارا فرنانديز دي مويا (منسقة البرامج والمسؤولة عن الاتصالات لجمعية MED-OCC)، وعبد الكريم الوزاني (فنان).
وقد استغل المشاركون وجودهم في الرباط، حيث قاموا بزيارة إلى المتحف الجديد، متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، وتجولوا بأحضان معرضه الافتتاحي "2014-1914: 100 سنة من الإبداع". هذا المتحف يمثل المشروع الذي طال انتظاره وأخيرا رأى النور مقدما لزواره بنوراما واسعة النطاق مما كان عليه الفن المغربي منذ أوائل القرن العشرين. وينقسم المعرض الافتتاحي، الذي يحتل كل قاعات المتحف، إلى أربعة أجزاء متصادفة لأربع فترات توثيق تطور الفن الحديث والمعاصر في المغرب: 1) من أوائل القرن العشرين حتى أواخر 1950، تضم هذه المرحلة أول اللوحات التي رسمت على الحامل، المرآة الاستشراقية، وتأثيرات الرسم الغربي، وأول صور، السلطان مولاي عبد العزيز، والسنوات الأولى لمعهد الفنون الجميلة في تطوان والدار البيضاء، معهدان تم إنشاؤهما على التوالي من قبل اسبانيا وفرنسا. 2) عقود 60 و70: مبدئيا، تمثل مرحلة توطيد كل من معهدين تطوان والدار البيضاء، وتدريجيا ساعدت على ظهور ما يسمى بجيل الرواد، الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بالبحث عن مميزات الهوية الاصلية ضد الاستعمار، كممثلين لهذا العقد يجدر ذكر جيلالي الغرباوي (1930-1971)، أحمد الشرقاوي (1934-1967) وأحمد اليعقوبي (1923-1987). 3) عقود 80 و90 ممثلة من قبل فنانين تركوا على جانب كل ما يتعلق بهذه الحاجة إلى تحديد الجذور الثقافية الخاصة واهتموا باستكشاف أراضي فنية وثقافية جديدة ذات طابع خصوصي وفردي. 4) المرحلة الرابعة تتضمن أعمال أواخر القرن العشرين وحتى يومنا هذا، وتشتمل على قطع لفنانين مشهورين من البانوراما المعاصرة. كذلك تعرض، بالطابق السفلي الذي صمم في بادئ الأمر كمرأب للبناية، عينة لفناني يومنا هذا