المعارض الحالية بباريس
البيت العربي ينقل للجمهور أخبار المعارض الفنية التي تنظم بالعاصمة الفرنسية باريس والتي لها علاقة بالعالم العربي.
21 يوليو 2014
PARíS (FRANCIA)
من أهم هذه المعارض نسلط الضوء على معرض " الحج إلى مكة" و" حرائر الاندلس " التي يشرف على تقديمهما معهد العالم العربي وقاعات متحف اللوفر المخصص للفن الاسلامي، التي تم افتتاحهما منذ أقل من عام .
وقد قامت مؤسسة البيت العربي بإجراءات أولية تهدف إلى نقل معرض الحج إلى مقرها، بعد أن حطّ في كل من باريس ولندن وعن قريب بالبيت العربي في مدريد
الحج إلى مكة
يستضيف معهد العالم العربي في المبنى التاريخي الشهير جون نوفال معرضا رائعا يخصص للركن الخامس من أركان الاسلام والمتمثل في الحج، ويحمل هذا المعرض عنوان " الحج إلى مكة"
ويعتبر هذا المعرض عينة كاملة عن هذا الركن حيث يتطرق إلى تاريخ الحج منذ عهد النبي محمد حتّى عهد الاستعمار كما يشرح بالتفصيل كل الطقوس التي تمارس خلال الايام الاربعة التي يستغرقها الحج.
تبدأ الزيارة بوصف لأهم المسالك والطرق التي كان يسلكها الحجاج في مختلف المناطق الجغرافية مثل الطريق المصري، الافريقي، العراقي والسوري والعثماني.
ويروي تاريخ كل ذلك من خلال ما يزيد عن 200 قطعة قديمة وحديثة ( مخطوطات، مصاحف، منمنمات ويوميات) تتخللها عروض لأعمال معاصرة (كالصور والرسومات والتماثيل) معظمها لفنانين سعوديين.
الجزء الاخير للمعرض، المخصص لمختلف مراحل الحج، يتم شرحه بطريقة تعليمية من خلال وسائل للعبادة وصور وفيديوهات تستعرض بعض طقوس الحج.
وقد نجح المعرض في نقل المغزيين الاساسين من وراء فريضة الحج، فهو من جهة يعتبر رحلة دينية روحانية تهدف إلى تهذيب النفس وتصفيتها، ومن جهة أخرى يعكس روح التضامن والمساواة بين المسلمين الذين يقومون بنفس الطقوس الدينية رغم اختلافهم.
وعليه فإن هذا المعرض، دون أي شك، يعتبر أكبر معرض يخصص لهذه البقعة المقدسة الاسلامية، دون أن ننسى ذلك الذي نظمه المتحف البريطاني في وقت سابق في سنة 2012 . وللعلم فإن معرض باريس تم بالتعاون مع المتحف البريطاني الذي كان سباقا في القيام بهدا المعرض.
إن معرض "الحج إلى مكة " يسمح للزوار وللمختصين ولمن لا يعرف الكثير عن الثقافة العربية بفهم الابعاد الدينية والفنية والتاريخية للحج.
هذا العرض سيبقى مفتوحا لاستقبال الجمهور حتى 10 أغسطس 2014. المزيد من المعلومات في هذا الرابط.
حرائر الاندلس
يحتضن معهد العالم العربي في الفترة الحالية معرضا عن حرائر الاندلس، وينظم هذا المعرض بالتعاون مع مؤسسة لازارو غالديانو في مدريد التي منحت مجموعة من مقتنياتها الاندلسية للعرض في باريس.
يتعلق الامر بمجموعة رائعة من أنواع الحرير تعود إلى القرن الثاني عشر والسادس عشر، وتتكون هذه المجموعة من ألبسة وبعض قطع الاثاث الثمينة الخاصة بحكام أندلسيين. هذه القطع كانت تحظى بمكانة عالية بين النبلاء والملوك ورجال الكاثوليك قبل أن يقوم فيليبي الثالث بطرد الموريسكيين.
تتميّز مجموعة الحرائر بنوعيتها الفنية العالية بوفرة زخرفاتها البديعة وقام بجمع هذه المجموعة الباحث الاسباني خوسي لازارو غالديانو (1862ـ 1947). ويتم عرض هذه المجموعة داخل متحف معهد العالم العربي، ولذا فمن الضروري الدخول أولا إلى المعهد للتمكن من زيارة هذه المجموعة التي تعرض بشكل مؤقت هناك.
وننصح هنا الزائرين باقتناء تذكرة متعددة للتمكن من زيارة المتحف و معرض الحج، والاستفادة من الاسعار الخاصة التي وضعت لهذا الغرض.
المعرض سيبقى مفتوحا حتى21 سبتمبر.
للمزيد من المعلومات اطلع هنا على: معهد العالم العربي ومؤسسة لازارو غالديانو
متحف اللوفر: يخصص قاعات عرض للحضارة العربية والاسلامية.
أنهى متحف اللوفر أعمال الترميم التي قام بها في الصالات الخاصة " بالفنون الاسلامية " منذ أقل من عام. وقد دامت هذه الاشغال الترميمية في مباني المتحف ما يقارب العشر سنوات. هذه الاشغال الطويلة والمنتظرة، ستسمح أخيرا للمتحف بعرض كل ما يحتوي عليه من مقتنيات وقطع فنية تم إنجازها في عهد الحكم العربي الاسلامي، أو ما يطلق عليه اسم الفن الاسلامي. يتعلق الامر بأكثر من 3000 قطعة ستوضع في متناول الجمهور الزائر، مما سيجعل هذا العرض أكبر مجموعة مخصصة للحضارة الاسلامية على الصعيد العالمي.
ويتمثل هذا العرض في جولة منظمة تنظيما زمنيا، يأخذنا إلى مختلف الامبراطوريات ذات الاصل العربي والفارسي والتركي والهندي، ابتداء من القرن الثامن، أي بعد قرن من ظهور الاسلام، وصولاً الى القرن التاسع عشر.
وتحتوي هذه المجموعة على قطع من إسبانيا وحتى من الهند. كما خصصت إحدى باحات المتحف للفن الاندلسي ورغم أن هذه المساحة ليست كبيرة إلا أن القطع الموجودة بها تكتسي أهمية كبيرة كما هو الحال بالنسبة للعلبة الدائرية العاجية المنحوتة القادمة من مدينة الزهراء والمعروفة باسم " علبة المغيرة" . وتستخدم هذه القطعة مثلا في إبراز الحس الفني الذي وصل إليه المسلمون في الاندلس في عهد الخلافة الاموية وبعد ذلك في عهد بني نصر.
الواجهات التي تحتوي على القطع توزع على طابقين شفافين, الطابق الاول هو عبارة عن صالة زجاجية مضاءة وضعت خصيصا لعرض التحف الاسلامية وذلك بغلق أحد ممرات المتحف ووضع سقف راقي التصميم باستخدام شبكات معدنية متموجة.
ويفاجئنا من جديد متحف اللوفر بطريقته المدهشة في الاستخدام الموفق للتقنيات المعمارية الحديثة في بناء قصر مهيب، كما فعل في السابق في سنة 1988 في المدخل الرئيسي للهرم المقلوب الذي صممه المهندس المعماري الصيني الاصل ليو مينغ بيج.
يتعلق الامر إذن بمجموعة رائعة، ينصح بزيارتها لما لها من أهمية بالنسبة للمهتمين بالثقافة العربية. بالاضافة إلى ذلك فإن الزائر الاسباني لهذه المجموعة سيكون ممتنا للغاية، ذلك لأن كل النصوص والمقدمات التي تشرح السياق التاريخي وكل الملصقات الاعلامية الموجودة على القطع مكتوبة باللغة الاسبانية بالاضافة إلى اللغتين الفرنسية والانجليزية.