المعارضة السورية وتصريحات قرطبة
من أجل السيادة القانونية بسوريا
من 9 إلى 10 يناير/كانون الثاني 2014. قرطبة
قام أعضاء من مختلف الحركات والمجتمع المدني للمعارضة السورية بعقد اجتماع استعلامي في قرطبة، يومي 9 و 10 من يناير/كانون الثاني. وتم اجراؤه كمبادرة مدرجة بالكامل ضمن الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لصالح حل سياسي تفاوضي للصراع، باحترام تام للسيادة واستقلال ووحدة وسلامة الأراضي السورية. وعقد الاجتماع في جو هادف، حيث تمكن 130 سوري من الوصول إلى نقطة توافق في الآراء.
وقد حقق هذا الأمر إنجازا بحد ذاته نظراً للتنوع العرقي والديني و الإقليمي و الجنسي الذي تميز به المشاركون.
حضره، على وجه التحديد ، أعضاء من مختلف الجماعات المعتدلة مثل قوات الائتلاف الوطني من المعارضة و الثورة السورية والمجلس الوطني السوري، و حزب التنمية الوطنية لخلايا تفكيرية وجامعات، وحركات المجتمع المدني أو السلطات الدينية وكذا ممثلين عن الجيش السوري الحر .
الحصة الأولى للإجتماعات. الصورة: لولا أراكي/ البيت العربي.
لقاء مع غارسييا مارغاجو
اجتمع السيد الوزير غارسييا مارغاجو يوم 9 من يناير/ كانون الثاني بالبيت العربي مع أعضاء اللجنة المنظمة لهذه المبادرة ، وتمكن من معرفة الوضع على الأراض السورية بطريقة مباشرة.وعبرالسيد الوزير عن قلقه العميق إزاء تطورات الصراع السوري : أكثر من 125000 قتيل وملايين اللاجئين والمشردين داخليا ، وانتشار القوى المتطرفة التي يتزايد فيها عدد المقاتلين الأجانب ، ولا يزيد هذا العامل إلا من تعقيد إنشاء وقف إطلاق النار.
بعد ذلك ، توجه وزير الخارجية برسالة ترحيب لجميع المشاركين السوريين بإشارة خاصة لموقف إسبانية بشأن الصراع : الحل السياسي الوحيد الممكن هوالتفاوض لانهاء اراقة الدماء ، ومؤتمر جنيف الثاني هو أفضل فرصة لذينا الآن .اسبانيا تلتزم بعودة السلام إلى البلاد ، وتقدم بذلك التجربتها السابقة في الانتقال إلى الديمقراطية.
اللقاء مع غارسيا مارغاجو في مسجد ـ كاتدرائية. قرطبة. الصورة: لولا أراكي/ البيت العربي.
رسالتين: للشعب السوري والمجتمع الدولي
تصريح قرطبة هو بيان من أجل تأكيد الوحدة الترابية والوطنية لسورية ويدعو لتنظيم مؤتمر الخلاص الوطني داخل البلد أو في مكان مجاور. وتحتوي الوثيقة على ضرورة وجود سيادة قانونية في سوريا وتعددية ، حيث يتم احترام جميع المواطنين، بغض النظر عن العرق أو العقيدة أو الجنس.
كما يشير إلى ضرورة تجنب التدخلات الخارجية في البلاد. بالإضافة إلى طلب الدعم من المجتمع الدولي للأولئك الذين يناضلون ضد نظام بشار الأسد، وتؤكد الوثيقة على أهمية وجود تحالف على أوسع نطاق ممكن بين حركات المعارضة .
وتدعو الوثيقة إلى حل سياسي كوسيلة أولوية من أجل أن السلام في سورية. كما يأكدون أن هذا الحل يتطلب تغييرا في النظام ، وتشكيل حكومة انتقالية بكامل الصلاحيات. لتحقيق هذا الهدف هناك حاجة إلى الوقف عن إطلاق النار ووصول المساعدات الإنسانية دون عوائق ، وذلك حسب تصريحات البارحة لغارسيا مارغاجو. كما، يرفض الإعفاء من العقاب للمتورطين في جرائم حرب.
في رسالة إلى المجتمع الدولي تطالب المعارضة السورية بأن يشكل تطبيقاتفاقية جنيف الأول نقطة أساسية خلال مؤتمر جنيفالثاني، وتطالب بضمانات دولية لتنفيذ الإتفاقات التي سيتم التوصل إليها في الاجتماعالمقبل الذي سيعقد في سويسرا .
كما أكد وزيرة الدولة للشؤون الخارجية ، السيد غونزالو دي بينيتو، خلال مداخلته عند اختتام أعمال المؤتمر الذي عقد في قرطبة، بإسبانيا، أنه يراهن دوما على الحل السياسي للصراع، وأبرز عن انبساطه بهذا اللقاء والنتائج التي تم تحقيقها من خلاله، ويسعى للمساهمة في توجيه رسالة واضحة تعكس عن أمله في نجاح المؤتمر المقبل بجنيف للسلام.
خلال الجلسة الختامية . قرطبة. الصورة: لولا أراكي / البيت العرب
وكا
ن الاجتماع موضوع تغطية إعلامية واسعة محليا ووطنيا ودوليا .قام البيت العربي ووزارة الشؤون الخارجية والتعاون بتوفير اللقاء والدعم اللوجستي اللازم . وكذا الاتحاد الأوروبي ، من خلال الخدمة الأوروبية للعمل الخارجي، و كرسي اليونسكو لحل النزاعات بجامعة قرطبة قدموا جميعاً تعاونهم لاستضافة هذا الحدث.