المؤتمرات والمناقشات

استهلال / النشاطات / المؤتمرات والمناقشات / توريق/تسطير، دقات القلب الأندلسي

توريق/تسطير، دقات القلب الأندلسي

13 نوفمبر 2014

محاضرة  يلقيها الفنان البلاستيكي والكاتب هاشم كابريرا

البيت العربي وجمعية أصدقاء مدينة الزهراء يقدمان هذا المؤتمر حيث يقوم كابريرا بعملية تأمل في التناوب بين المذهب الطبيعي والتجريد الهندسي في الفن الأندلسي. سيتولى تقديم هذه المحاضرة خوان سيرانو رئيس جمعية أصدقاء مدينة الزهراء.

وفقا للمحللين الرائدين في الفن المعاصر، المذهب الطبيعي والتجريد الهندسي يبدوان بطريقة بديهية وكأنهما التياران الكبيران للفن الغربي في القرن العشرين ومع ذلك، هذه الجدلية هي أبعد من أن تكون  بديلا خاصا لفترة تاريخية معينة مثل ما جسدته الحداثة بل هي تمتد على كل المجالات والفترات الثقافية مشكّلة ديناميكية توضح ليس فقط تقلبات تاريخ الفن بل أيضا نبضات قلوب الثقافات والحضارات وتناوباتها الحتمية التي تعبّر عن واقع أكثر عمومية له علاقة بشكل أساسي مع الحالة الإنسانية ودور الانسان في العالم.

تقدم الثقافة الأندلسية مثالًا جميلا ومثيرا للاهتمام لمثل هذا التناوب  في تسلسل زمني دقيق يأخذنا من التوريق أو زخارف الأزهار في عهد عز الخلافة القرطبية في مدينة الزهراء إلى التجريدات الهندسية للفترة الناصرية في مملكة غرناطة. توريق وتسطير أو المذهب الطبيعي والتجريد الهندسي يعبران عن "لحظات" مختلفة من التطور الحضاري الإسباني الإسلامي مجسدة التغييرات في مواقف وقيم المجتمع الأندلسي التي كان يشهدها منذ النشأة، العز والسقوط الشامل إلى حد الارتداد، الانحطاط  وأخيرا الزوال.

التناوب بين المذهب الطبيعي والتجريد الهندسي في الحالة الأندلسية يظهر لنا مفارقة وجودية ونسبية لمجتمع ذو ثقافة دمجت طرق مختلفة في التفكير وفي الوجود والحياة مشكّلة ما نعرّفه اليوم بـ "النموذج الفكري القرطبي" وهو ليس إلا سياقا اجتماعياً سياسياً للتكامل بين الثقافات واتخاذ موقف شامل وكلي نحو الواقع.




توريق/تسطير، دقات القلب الأندلسي
Foto: Tauriq / tastir

هي جمعية ثقافية خاصة هدفها تعزيز وتطوير كافة النشاطات والأهداف المتعلقة بالأماكن الأثرية في مدينة الزهراء. الجمعية لها دور مزدوج، فهي فضلا عن دعمها للآثار، تدافع عن التزامها ناحية العالم المعاصر للمبدعين المعاصرين مع رؤية موجهة إلى التاريخ الحاضر والمستقبل نظرا لقدرة الأحداث الماضية على التأثير وشرح الحاضر.
خوان سيرانو (قرطبة، 1929) هو مهندس معماري وفنان، عضو مؤسس في فريق الـ 57 إلى جانب خوان كوينكا، بيبي دوارتي، أغسطين إيبرولا، وأنخيل دوارتي.

هو مؤلف للعديد من الأعمال حيث تسود الضوئية، الأمر الذي يتطلب مشاركة نشطة من جانب المشاهد عندما يتأمل في عمل من أعماله  حيث يحتل تصميم الأثاث فصلا هاما. خوان سيرانو يسلط الضوء على حبه لصناعة البلاستيك وإخلاصه لعنصر التصميم، لوحاته الجدارية المذهلة يصعب أحيانا التمييز فيها بين الرسم والنحت.

من بين معارضه الاكثر بروزًا كانت تلك المعروضة في جمعية  فيزكايا في بلباو، في مقهى روند بون في  باريس وفي معرض سوزان  بولاق في زوريخ.

ركّز حياته المهنية على إعادة تأهيل البنايات التاريخية وفي نفس الوقت أجرى تدخلات حضرية في مدينة قرطبة، من بينها ترميم شارع الكابتن الكبير في قرطبة.

بين العديد من الجوائز التي تحصل عليها تبرز جائزة المهندس المعماري فيليكس هرنانديز لإعادة تأهيل الكلية المهندسين المعماريين قرطبة (1987)، الميدالية الذهبية للإ ستحقاق في الفنون الجميلة، مع فريق الـ 57  من قبل وزارة الثقافة (1993)، جائزة بابلو رويز بيكاسو جنبا إلى جنب مع فريق الـ 57 من قبل المجلس العسكري دي الأندلس (1999)، الميدالية الفضية من المجلس العسكري دي الأندلس (2007) والجائزة الأبيض الأبيض، مع فريق الـ 57 من قبل مجلس الأندلسي من الحركة الأوروبية (2014).


ولد هشام كابريرا في إشبيلية في عام 1954، وفي عام 1971 درس طرق التحليل في كلية الهندسة المعمارية العليا في إشبيلية. بدأ يرسم في عام 1972، ومنذ ذلك العام وحتى 1975 درس الفلسفة في كلية الآداب  بقرطبة والآداب الإسبانية في جامعة كومبلوتنسي في مدريد. في عام 1977 سافر إلى إيطاليا حيث درس الطبيعيّة، الصورة والمناظر الطبيعيّة في فلورنسا والساحل الأدرياتيكي. بعد رحلة لعدة سنوات حيث قام بأسفار مختلفة وتعلّم تقنيات الإنطباعات الفنية. استقر في نيرخا (مالقة) في عام 1979 حيث تعرٌف على فرناندو تكسيدور وخوسيه غيريرو مع من تربطه أواصر صداقة وعمل يسمحان له بالغوص في ممارسة الفن المعاصر وهكذا أصبح مهتمّا بالتقاليد والفلسفات الشرقية. 

عاد إلى قرطبة في عام 1983 وأقام ورشته في المودوفار ديل ريو ومنذ ذلك الحين يعيش ويعمل في هذه المنطقة القرطبية ومن وقت لآخر يقوم بأسفار وبتجارب في أجزاء مختلفة من العالم. في عام 1991 سافر إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، المدينتين الإسلاميتن المقدستين في شبه الجزيرة العربية. في عام 1992  اتجه الى جنوب المغرب حيث التقى ببعض معلمي التقليد الروحي الإسلامي. في عام 1995 سافر إلى اليابان حيث كان قد عمل وعرض أعماله في متحف الفن المعاصر، متعلما بعض التقنيات التقليدية للفن والحياة اليابانية. اتصل بالكون الشنتو والبوذية زن وفي عام 1996 عرض مع مجموعة رأس الحانوت في صالون ليوبولد في البرلمان الأوروبي في بروكسل.

في عام 2007 سافر إلى جدة، المملكة العربية السعودية، للمشاركة في مشروع إعادة هيكلة الفضاءات التشكيلية في المدينة مع فريق من المهندسين المعماريين برئاسة عبد اللطيف الهايامي من فاس، المغرب.  أُعتمدت تحاليله لإعادة ترميم واحد من أكبر متاحف النحت التجريدي في الهواء الطلق الموجودة حاليا في العالم.

عمل تقريبا في كل مجالات الفنون البلاستيكية والرسوم البيانية  وشارك في أكثر من مئة معرض في مختلف المجالات، محلية ودولية، قدم العديد من الندوات والمؤتمرات عن الفن وقام بتأليف عدة كتب عن مقالات في الفن المعاصر، الفلسفة والثقافة فضلا عن عدد لا يحصى من المقالات والتحليلات التي نشرت في الصحافة المكتوبة والمطبوعة الإلكترونية.